قصة قصيرة للكاتب محمد محمود غدية
قصة قصيرة للكاتب محمد محمود غدية


«ماسح الأحذية» قصة قصيرة للكاتب محمد محمود غدية

صفوت ناصف

الثلاثاء، 29 أغسطس 2023 - 09:30 م

لم تستطع جاذبية الأرض على الإمساك به وهو يطير من الفرح، لحظة أن أمسك بخطاب تعيينه في إحدى المصالح الحكومية لابد له من بدلة جديدة، تذكر ابن عمه عريس جديد لن يتأخر في إعارته بدلة الفرح التي سيحافظ عليها.

ارتدى البدلة بين دعوات والدته وإخوته الذين فرحوا بوجاهته في البدلة، فالإنسان ثلاثة أنت كما ترى نفسك، وأنت كما تحب أن تكون وأنت كما يراك الآخرون.

الطبيعة الخلابة تدعوه لمراقصتها يدور معها ويغني، سيأخذ أول قطار صباح الغد، لابد من وصوله في الموعد المحدد كما هو موضح بخطاب التعيين، ارتدى حذاء شقيقه الذي لم يبلى بعد، واسع بعض الشيء لا يهم حتى لو دار بداخله.

في القطار ابتسم للحسناء الجالسة أمامه، لابد وأنها معجبة بأناقته المفرطة مزهوا ببدلة العرس التي لا يملكها، استسلم لنعاس خفيف، رأى نفسه وهو يتقدم لأسرة حبيبته بعد تسلمه الوظيفة طالبا خطبتها، سيرحبون به وبوظيفته المضمونة المهم أن يتزوجها.

من ثانوي وهو يحبها، أيقظه مفتش القطار بعد وصول القطار إلى آخر محطات الوصول، مازال لديه ثلاث ساعات على تسلمه الوظيفة سيسد جوعه بساندوتش ويشرب الشاي في إحدى المقاهي.

-  في المقهى خلع حذائه الذي علق به التراب وأعطاه لماسح الأحذية، بعد أن أوصاه بلمعة براقة ليبدو كالجديد، مطمئنا لبعض الرواد الذين أعطوه أحذيتهم لمسحها خارج المقهى، ساعة تبتلع ساعة أخرى، ولم يعد ماسح الأحذية، الوقت يمر فوق عتبات القلق والخوف من ضياع الوظيفة، بحث طويلا عن ماسح الأحذية، أخبره نادل المقهى أنه فر هاربا من مطاردة شرطة المرافق ومعه الأحذية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة